مراحل علاج الادمان بالتفصيل ومدة انسحاب سموم المخدرات بعد العلاج

 تتعامل المجتمعات العربية مع الإدمان على أنه عيب خطير، وخلل في الإنسان المدمن، وهذه النظرة الخاصة والفوقية في أحيان كثيرة تعمل على إصرار المدمن على عدم العلاج والإقلاع عن المخدرات، بل ينتكس في حالة الشفاء التام، لذلك من الضروري التوعية بخطورة الإدمان على المجتمع، وخطورة تلك النظرة للمدمنين، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة المشكلة، ومن ثم انتشار المخدرات خاصة بين الشباب والبالغين، وما لها من خطورة على الصحة، والإنتاج، وارتفاع معدل الجرائم، وغيرها من السلبيات.

هل الادمان مرضاً عقلياً أم اضطراب نفسي؟

فنجد على سبيل المثال أن الجمعية الأمريكية لطب الادمان والتي تضم عدد كبير من الأطباء المتخصصين في هذا المجال أكدت في دراسة لها أن الادمان مرض عضوي يصيب دوائر العقل ووظائفها الحيوية المسؤولة عن المكافأة والتحفيز والهدوء وباقي المشاعر الأخرى، لكن هذا الرأي يعارضه بعض الجهات المتخصصة الأخرى وذلك لأن المرض الدماغي يكون الإنسان فيه مسلوب الإرادة منذ البداية، أما الادمان فهو في غالب الأحيان يختار الإنسان الدخول إلى عالمه، ثم بالتدريج يصبح مسلوب الإرادة بعد تحكم المخدرات به.

فالتصور السابق على أن مرض الإدمان عقلى، لا يعطي للعوامل النفسية والبيئية على سبيل المثال، أي أهمية، وهي من العوامل الرئيسية للإدمان، فهناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الإنسان إلى الإدمان، ومنها عوامل مشتركة ومتداخلة إلى حد بعيد، لذلك فهذا التصور السابق به قصور كبير.

لذلك يرى بعض الأطباء أن الادمان مرض نفسي، أو بشيء من الدقة مجموعة من الاضطرابات النفسية والسلوكية مع وجود ظروف وعوامل دفعت الإنسان إلى الإدمان والرغبة في التعاطي.

الادمان مرض يجب علاجه:

الخطوة الهامة الأولى في الإقتناع بالعلاج، هي معرفة أن الإدمان كغيره من الأمراض، يجب علاجه، لما له من تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، وعلى حياته، فلا يوجد عيب في الإدمان كما ينظر العديد من أفراد المجتمع، بل هو مرض يصيب أي شخص، وعند الإصابة تأتي مراحل العلاج، ومن ثم الشفاء، إذا نجحت هذه المراحل.

فالتعامل مع المدمن على أنه مريض، سيسهل الشفاء التام، ويقلل من مدته، هذا مع الإعتبار الأخذ بأسباب العلاج الصحيح، تحت إشراف طبي متمكن ومتخصص في العلاج، كل هذه العوامل، ستجعل من علاج الإدمان ممكناً ويسيراً، والأهم من ذلك أنه كغيره من الامراض، ليس عيباً أو وصمة عار كما يحلو للبعض التعامل معه.

نوع المخدر:

يعتبر من أهم العوامل عند بداية عملية سحب السموم، لأن كل نوع وله أعراضه الخطيرة على الجسم، والدم، والبول، وباقي الأعضاء الحيوية، فعلى سبيل المثال يبقى الأفيون في الدم في حالة الإدمان الشديد مدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام كاملة، كذلك نجد أن الهيروين يبقى مدة الأسبوع، لذلك كان حرياً بالأطباء عمل تحليل المخدرات لمعرفة نوع المخدر والجرعات وتركيزها في السابق بل وطريقة التعاطي كي يضعوها في التقييم الشامل خلال تلك المرحلة، وكي يضعوا نظام دوائي لسحب السموم من الجسم يناسب كل حالة على حدة.

الحالة الوظيفية للمدمن هامة للغاية خلال مرحلة سحب السموم:

خاصة كفاءة الكبد والجهاز الهضمي، كما يراعي تحاليل الدم والبول، لمعرفة كفاءة الدورة الدموية، والجهاز الإخراجي خاصة الكُلى، وأيضاً وضع وزن المدمن في التشخيص، لأن الوزن من الأمور التي يترتب عليها العلاج في المراحل التالية أيضاً.

ويراعي الأطباء خلال تلك المرحلة أن يتم سحب السموم من الجسم، وتنقيته منها بالتدريج، وهذه المرحلة تستمر حوالي خمسة أيام وقد تزيد حسب حالة المدمن، كما يقوم الأطباء في تلك المرحلة وضع التقييم الشامل الذي سبق وذُكر في الأعلى، ووضع برنامج دوائي محكم حسب الحالة، وفي اغلب الأحيان تمر هذه المرحلة بسلام دون ألم يذكر على المريض، لكنها مقدمة للمراحل التالية، وهي الأصعب بالتأكيد مثل المرحلة التالية التي نذكرها الآن ألا وهي مرحلة علاج الأعراض الانسحابية.


هناك تعليق واحد:

  1. علاج الادمان من المخدرات وما هي مراحل العلاج الصحيحه؟
    يوجد مُعتقد سائد أنه بمجرد أن تخرج السموم من الجسم هنا انتهي العلاج من الادمان، ويمكن للمدمن أن يعيش حياته كمُتعافي طبيعي؛ وهذا المُعتقد مع الأسف غير صائب؛ فالمدمن يمر بثلاثة مراحل لينتهي من كابوس الإدمان ويبدأ حياته.

    تبدأ رحلة علاج الادمان من المخدرات من خلال ثلاث مراحل متداخل معها العديد من البرامج العلاجية التى تساعد في فهم طبيعة الشخص المدمن؛ وتساعد أيضاً في التغلب على تلك المشكلة، وتبدأ تلك المراحل بما يُعرف بعلاج الأعراض الإنسحابية للمخدر، وبذلك قد أنتهى المدمن من الألم النتاج عن توقفه على المخدرات.

    ردحذف

Pages