خطوات علاج الادمان عند المراهقين

علاج إدمان المراهقين ، قد يبدو في بداية الأمر صعب ولكن مع اتباع أساليب علاج حديثة ومتطورة أصبحت فرص التعافي من الإدمان كثيرة،وقد يتجه عدد كبير من المراهقين إلى الإدمان بدون أن يدركوا خطورة هذه الأفعال، حيث أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أن العدد الأكبر من الأشخاص المدمنين على تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، قد شرعوا في تناولها خلال مرحلة المراهقة، وهي المرحلة الأكثر خطورة في حياة الأبناء.

والجدير بالذكر أن مرحلة المراهقة هي المرحلة العمرية شديدة الحساسية، لكونها تشهد كم كبير من التحولات النفسية والتغيرات الجسمانية التي يعيشها المراهقين، والتي قد  تؤثر بشكل كبير على حياة المراهقين وتجعلهم في مواجهة مباشرة مع العديد من التحديات والمخاطر، التي تحتاج إلى مجهود كبير من الأهل لمساعدة المراهقين على تخطي هذه المرحلة، ودخول مرحلة الشباب بسلام.

وعلاج إدمان المراهقين  يحتاج إلى جهود كبيرة من الأبوين لحماية الأبناء من الانخراط في متاهة الإدمان، ودخولهم عالم الشباب بخطى سليمة وصحة نفسية واجتماعية وجسدية جيدة، وأهم مراحل وخطوات علاج إدمان المراهقين هي:

طرق علاج إدمان المراهقين

تتعدد الطرق التي يمكن اتباعها في علاج إدمان المراهقين، والتي يتم المفاضلة بينها وفقا للحالة الصحية للمريض، ورؤية الطبيب المعالج ومن ضمن هذه الأساليب:

علاج إدمان المراهقين بالعلاج الفردي:

هو نوع من العلاج يستهدف علاج المراهقين من الإدمان الفردي، والذي يضع تركيزه على العلاج المعرفي السلوكي، وهو علاج يعتمد على تصحيح العديد من المفاهيم والمعلومات التى يدركها الفرد ، وهي تلك المفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الإدمان.
كما يستهدف العلاج الفردي التعرف على العوامل والأسباب والظروف الكاملة التي تسببت في حدوث الإدمان و الإنتكاسة، وخطوات التعامل معها، وتخطي هذه المرحلة بسلام.
ويعمل العلاج الفردي أيضا على تحسين المهارات الاجتماعية للمراهقين،كذلك تحسين المهارات العامة، مما يشجعهم على الانخراط في المجتمع بشجاعة وثقة عالية، و استعادة توازنهم النفسي.
علاج إدمان المراهقين بالعلاج الأسري:
يأتي العلاج الأسرى في مقدمة أساليب علاج إدمان المراهقين، حيث يعالج المراهق من الإدمان بمختلف أنواعه وسط أفراد عائلته، دون أن يشعر بأنه منبوذ من المجتمع، أو بعيد عن أهله.ت ويتم تقييم جميع العوامل الإيجابية والسلبية في العائلة الواحدة، والتي من شأنها أن تؤدي للانتكاسات في بعض الحالات، وفي البعض الآخر قد تحمي من حدوثها، كما تساعد على تعزيز المهارات العامة للأبوين.

كما يساهم العلاج الأسري في تحسين علاقات العائلة الواحدة ببعضها، ويعزز تقاربهم، ومرحلة العلاج من الإدمان تحتاج بشكل كبير أن يصاحبها معالجة من الأمراض النفسية والبدنية.


الوقاية من الإدمان:

قبل تناول طرق الوقاية من الإدمان لابد من البحث عن أسباب اتجاه المراهق إلى الإدمان، والتي في العادة يبدأ الشروع في الإدمان بالنسبة للمراهقين بالتجربة مع رفقاء السوء، وبعدها يبدأ الأمر يأخذ شكل آخر تدريجيا ليصبح عادة وادمان، وهذا ينطبق على كاف أو أنواع الإدمان.

كما أن المراهقين قد يتجهون للإدمان بدافع اشباع حاجة نفسية، مثل الشعور بالخجل خاصة في العلاقات الاجتماعية، و يجدو في الإدمان مصدر للثقة لتعزيز قدرتهم على مواجهة المجتمع بشجاعة وثقة.
والبعض الآخر من المراهقين قد يعتقد أن الإدمان أداة للتهدئة النفسية والحد من القلق والتوتر والغضب، ومع تناول الجرعة المطلوبة يبدأ مزاجه في التحسن واستعادة حالة الهدوء.

كما أوضحت بعض الدراسة التي تناولت علاج إدمان المراهقين وطرق الوقاية، أنه في بعض الحالات قد يكون السبب في الإدمان وراثي أو جيني، وهو مايعني أن يكون أحد الأهل أو الأقارب مصاب بالإدمان وانتقلت إلى الأبناء.
الوقاية من إدمان المراهقين بالخطوات:

قد يحتاج علاج إدمان المراهقين إلى العديد من البرامج والأساليب، ولكن الوقاية من الإدمان قد لا تتطلب سوى خطوات بسيطة يمكن اتباعها لتجنب انخراط الأبناء المراهقين في متاهة الإدمان وهذه الخطوات تتضمن:

لابد من تحسين مهارات الأبوين في التعامل مع الأولاد في هذه المرحلة العمرية شديدة الحساسية، ويمكن للأبوين أن يقومو بالتدخل المبكر في حالة رؤية أي أعراض غريبة، مثل معالجة الأمراض النفسية التي قد تصيب الأطفال في عمر صغير مثل، فرط الحركة، أو العدوانية، وكذلك إدمان المراهقين وغيابهم لفترات طويلة عن المنزل.

هناك دور وقائي آخر يقع على عاتق المدرسة في علاج إدمان المراهقين، حيث يجب تحسين أداء ومهارات المرشدين سواء من الطلاب أو المتخصصين فى المدارس  لسرعة معرفة الحالات وعلاجها بشكل سريع.

كما يجب العمل على تقديم المعلومات والبيانات الصحيحة، من خلال الإذاعة المدرسية بشكل يومي، لتذكرة الطلاب باضرار الإدمان ومخاطره، وكذلك عبر المسرح المدرسي، والبرامج الخاصة بالمراهقين.

زيادة حملات التوعية والندوات العامة والمحاضرات التي تتناول الإدمان وعلاجه ومخاطره على المراهقين سواء في الأندية الرياضية، أو في التليفزيون ووسائل الإعلام المختلفة،والتي من شأنها أن تعزز علاج إدمان المراهقين.
أعراض إدمان المراهقين:

غياب المراهقين كثيرا عن المنزل وعدم العودة في وقت مبكر بشكل دائم ومستمر.

أن يصبح الاصدقاء غير معروفين للأبوين، وحرص المراهق بشكل دائم على اخفاء اصدقائه عن أهله.

العزوف عن أداء الشعائر الدينية، والتهرب من الفرائض الدينية، خاصة الشعائر الجماعية مصل الصلاة في المسجد.
وجود روائح غريبة للمراهقين، مثل رائحة الغراء أو الكحول، سواء من الفم أو من الملابس.

تغيير سلوكيات المراهق بشكل مفاجيء، حيث قد يصبح في بعض الأحيان عصبي جدا ومتوتر، وفي أحيان أخرى هاديء، مع استمراره في قضاء أوقات طويلة في غرفته منعزلا عن الأسرة.

تدهور المستوى التعليمي للمراهق، وتغيبه عن الدراسة بدون عذر، وفي بعض الحالات يهرب من المدرسة، ومع مراقبة الأهل للأبن يسهل رصد أي سلوكيات مختلفة عن الطبيعي.

اختفاء بعض محتويات المنزل، مثل سرقة مجوهرات أو تحف أو اجهزة كهربائية، حيث أن بعض المراهقين المدمنين يقوموا بسرقتها وبيعها للحصول على نقود، حيث أن اتجاه المراهقين للإدمان يجعلهم تحت ضغط مستمر لتوفير المزيد من الأموال لشراء المخدرات.

زيادة طلب المراهق للحصول على أموال من الأبوين، وعدم صرفها في قنوات واضحة، وفي بعض الأحيان قد يقوم المراهق بإلحاق الأذى بأحد الأبوين أن لم يوافق على منحه الأموال.

الكذب بشكل مستمر وكثير، بهدف تبرير أسباب ودوافع الحصول على أموال، و زيادة الاستدانة من الأصحاب والأهل والجيران.
زيادة نسبة القلق والشكوك في مختلف التصرفات التي يقوم بها الآخرين مع المراهق، حيث يشعر دائما بالاضطهاد من قبل أفراد عائلته، وهو مايؤكد أن الإدمان مرض عقلي، ويبدأ العلاج من العقل أولا عبر اقناع المدمن بضرورة الإقلاع عن الإدمان.
حضور المراهق إلى منزله وهو فى حالة من عدم الاتزان والشرود و الخمول الشديد، نتيجة لتناوله المخدرات.
فقدان الشهية  للأكل بشكل دائما وغير المبرر، والابتعاد عن الجميع لتجنب  مناقشة الحالة الصحية أو النفسية مع أفراد العائلة، مع ملاحظة انخفاض الوزن بشكل كبير.

علاج إدمان المراهقين في المنزل:


على الأبوين قبل البحث عن علاج إدمان المراهقين، أن يدركو جيدا أن الإدمان مرض عقلي، وأن الشخص المدمن سوف يستمر في الاستمرار في تعاطي المخدرات تحت أي ظرف ومهما كانت العواقب، وذلك يعود إلى أن خلل أصاب جزءا من المخ، وهو الجزء الكيميائي الخاص بالمتعة، مما يزيد من صعوبة التخلي عن الإدمان.
من الضرورة أن يتعلم الوالدين عدم الشعور بالذنب تجاه إدمان المراهق، حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة المطلوبة تجاهه، ولابد من تكثيف القراءة عن الموضوع، واستشارة الأطباء لمعرفة طرق العلاج السليمة تجنبا لحدوث انتكاسة.
يجب التعامل مع طبيب نفسي، وهذا يشمل كل أفراد العائلة وليس فقط المدمن، لكي يتمكن الجميع من التعامل مع الشخص المدمن على نحو أفضل، مما يعزز نسب ادارك المشكلة وطرق التعامل معها بشكل سليم.

 دعم الانخراط وسط العائلة، واتاحة الفرصة لعمل المناقشات العائلية بحرية كبيرة، ومناقشة موضوعات مختلفة بدون قلق أو توتر، وتقبل أي أفكار مختلفة، حيث أن اغلب المراهقين يبحثون عن من يحتويهم ولا يعاملهم معاملة تقلل من مستواهم أو شخصيتهم.
البحث عن أماكن العلاج الجماعي، حيث أن مشاركة المراهق التجارب المختلفة مع الآخرين وف تجعل منه شخصا قوي قادر على العلاج أو الوقاية من الإدمان.

تكثيف الأنشطة الاجتماعية، من خلال زيادة ممارسة الرياضة والخروج واللقاءات العائلية لكسر الملل وشغل وقت الفراغ.
العمل على خلق محيط من الرفقاء الجدد، والبعد عن كل رفقاء السوء من الاصدقاء المدمنين.

وفي النهاية نؤكد على أن الإدمان مرض عقلي في الأساس، يحتاج إلى الصبر والتعامل بمهنية خاصة فى مرحلة المراهقة، حيث أن علاج إدمان المراهقين أمر يحتاج إلى المزيد من الجهود المبذولة سواء من الوالدين أو المدرسة، وكلما تم اكتشاف الظاهر في وقت مبكر كلما زادت فرص التعافي بسرعة، مع ضرورة توخي الحذر من حدوث انتكاسة المدمن من خلال مساعدته على الاندماج في المجتمع بشكل فعال، ومشاركته في انشطة مجتمعية جديدة، ممايكسبه الثقة في النفس في وقت أسرع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Pages